العقيدة الإسلامية تعريفها و مدى أهميتها في حياتنا الدنيا و الآخرة
العقيدة ضرورية للإنسان أكثر من ضرورته للهواء و الماء إذ بدونها لا يعرف الإنسان الحقيقة الصحيحة عن أسئلة البشر الكبرى التي يطرحها الكثير من الناس و هي : من أين جئت ؟ و لماذا خلقت ؟ و إلى أين أذهب بعد الموت ؟
ما نراه اليوم من
البؤس و الشقاء و إنتشار الأمراض النفسية و حالات الإنتحار الكثيرة ، حتى في الدول
الغنية التي تزعم التقدم و الحضارة ، كما هو الواقع في دول ك( السويد ) و (
الدانمارك ) و غيرها .
و لكي نعرف هذه
الأجوبة يجب أن تعرف العقيدة الإسلامية فقط هي التي سوف تجيبك عن الأسئلة الكبرى و غيرها من
الاسئلة التي يحتار فيها البشر بكل حق و صدق ، بحيث يمتلئ القلب يقينا و طمأنينة و
سكونا و أمنا و إيمانا .
تعريف العقيدة
الإسلامية :
هي الإيمان الجازم
بالله ، و ما يجب له ، في ألوهيته و ربوبيته و أسمائه و صفاته ، كما تتضمن الإيمان
بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر ، و القدر خيره و شره ، و بكل ما جاءت به
النصوص الصحيحة من أصول الدين و أمور الغيب و أخباره .
كما يجب أن تعرف
أن للعقيدة تعريفان لغة و إصطلاحا
تعريف
العقيدة الصحيحة :
- لغة : من العقد ، و هو الربط
و الإحكام و الشد بقوة . و العقد نقيضه الحل ، يقال : عقده يعقده عقدا ، و
منه عقدة اليمين و النكاح ، قال الله تبارك و تعالى : ( لا يؤاخذكم الله
باللغو في أيمانكم و لكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان ) ]المائدة : 89 [
- إصطلاحا : (الحكم الذي لا يقبل الشك فيه عند معتقده ) هي الأمور الثابتة المجازمة التي ينعقد عليها قلب الإنسان و لا يشك فيها .
- الصحيحة :أي السالمة من العيب و الخطأ.
للعقيدة عدة أسماء
عند السلف منها : التوحيد، السنة، أصول الدين، الفقه الأكبر، الشريعة،
الإيمان.
لذلك يجب على
المسلم أن يكون قلبه منعقد على العقيدة الإسلامية إنعقادا جازما ، لا شك فيه و لا
ريب ، كما قال تعالى : (إنما المؤمنون الذين
ءامنوا بالله و رسوله ثم لم يرتابوا ) ]الحجرات:15[ أي : لم يشكوا في ايمانهم .
الأدلة من كتاب الله :
- قال تعالى : (ليس البر أن تولوا
وجوهكم قبل المشرق و المغرب و لكن البر أن من ءامن بالله و اليوم الآخر و الملائكة
و الكتاب و النبيين)] البقرة : 177 [
- قال تعالى : (ءامن الرسول بما أنزل
إليه من ربه و المؤمنون كل ءامن بالله و ملائكته و كتبه ورسله) ]البقرة :285 [
من السنة :
- حديث عمر بن خطاب رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن الإيمان ؟ فقال له : (أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و تؤمن بالقدر خيره و شره) أخرجه مسلم .
أهمية العقيدة الإسلامية على الفرد و المجتمع :
أنها الاساس في
قبول العمل الصالح عند الله عزوجل ، و الذي به تكون النجاة في الآخرة و الفوز
بالجنة بعد رحمة الله جل و علا ، كما قال تعالى : (فمن كان يرجو لقاء
ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا) ]الكهف : 110 [
أنها الأصل في دعوة الرسل عليهم الصلاة و السلام جميعا ، فما من رسول بعثه الله في قومه إلا و دعاهم لهذه العقيدة الصحيحة أول ما دعاهم إليه، و كان الإهتمام بها أشد الإهتمام ، كما قال تعالى : (و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله واجتبوا الطاغوت) ]النحل35 : [
أنها السبب في
حصول الامن و الهداية في الدنيا و الآخرة ، كما قال تعالى : (الذين ءامنوا ولم
يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون) ]الأنعام : 82
[
معنى (لم يلبسوا
إيمانهم بظلم) أي : لم يخلطوا إيمانهم
بشرك .